رغم كل الجرائم التي يركبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا، ورغم القصف الوحشي باستخدام أخطر الأسلحة الأمريكية، تواصل المقاومة الفلسطينية تحقيق انتصارات حقيقية تكبّد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في معركة تحمل ملامح الصمود الأسطوري.
جباليا.. عنوان المقاومة والإصرار
في قلب مخيم جباليا، حيث تتراكم آثار الدمار الذي خلفته طائرات الاحتلال ودباباته، أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية بكفاءة عالية. فقد استطاعت، رغم الحصار الخانق ونقص الموارد، أن تحول المخيم إلى ساحة مواجهة مفتوحة تجبر الاحتلال على الاعتراف بثقل خسائره.
إقرار العدو بالخسائر
وفي اعتراف واضح بحجم الضربات التي يتلقاها، أفادت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم، بمقتل 27 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا منذ بدء العملية البرية الأخيرة في شمال قطاع غزة، وتحديدًا في جباليا. هذا الرقم يمثل أحد أضخم الخسائر البشرية التي أعلنها الاحتلال منذ بداية العدوان، ما يعكس شراسة المعارك وكفاءة المقاومة في التصدي للقوات المهاجمة.
بطولات المقاومة في شمال غزة
تمكنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية في جباليا وشمال غزة، مستخدمة تكتيكات محكمة أربكت جيش الاحتلال. ومن أبرز هذه البطولات:
1. الهجوم على تجمعات للجنود داخل المخيم: نفذت المقاومة سلسلة هجمات مباغتة بقذائف صاروخية وألغام أرضية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود.
2. تدمير آليات عسكرية: تمكنت المقاومة من تدمير دبابات ومركبات عسكرية باستخدام صواريخ موجهة، ما أدى إلى تعطيل تقدم القوات الإسرائيلية.
3. كمائن محكمة: نصبت المقاومة كمائن متعددة في أزقة المخيم، مستفيدة من معرفتها الدقيقة بتضاريس المنطقة، ما كبّد القوات المهاجمة خسائر إضافية.
4. الهجمات بالمسيّرات: استخدمت المقاومة الطائرات المسيّرة لضرب تجمعات الجنود وآلياتهم، في تطور نوعي زاد من تعقيد مهمة الاحتلال.
الحرب بلا نهاية
هذه الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاحتلال تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإصرار على استمرار الحرب بلا نهاية واضحة، في محاولة يائسة لتحقيق أي مكاسب سياسية أو عسكرية تُخفف من حدة الانتقادات الداخلية والخارجية. ولكن الواقع على الأرض يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية قادرة على مواصلة الصمود وتحقيق المزيد من الإنجازات، رغم الفارق الكبير في الإمكانات العسكرية.
جباليا.. رمز الصمود الفلسطيني
جباليا اليوم ليست مجرد مخيم للاجئين، بل رمزًا للصمود الفلسطيني في وجه آلة القتل الإسرائيلية. ومع كل ضربة يتلقاها الاحتلال، يثبت الشعب الفلسطيني أن إرادة المقاومة أقوى من أي سلاح، وأنه مهما بلغت جرائم الاحتلال، فإن النصر الحقيقي يصنعه أصحاب الأرض والحق.
العدو ينزف، والمقاومة تتقدم، وفي جباليا، تُكتب صفحات جديدة من تاريخ النضال الفلسطيني، حيث الكلمة الأخيرة لن تكون إلا لصوت الحق والحرية.